الثلاثاء، 22 أبريل 2008

السيلاج

كان خالى، وهو طبيب بيطرى كان يعمل فى وزارة الزراعة المصرية، فى زيارة لنا اليوم وتجاذبنا أطراف الحديث فتطرق الحديث إلى المزارع وتسمين العجول ووادى النطرون وأشياء أخرى كثيرة متعلقة بالمزارع. ومن الأشياء التى أخبرنى بها موضوع السيلاج.

سألنى خالى فى البداية عن ما إذا كنت أعرف شئ اسمه السيلاج، فتفكرت برهة ثم رددت قائلاً أن هذا الاسم ليس بغريباً على وأشعر أننى قد سمعته من قبل، حيث تبادر إلى ذهنى صورة مروج من العشب الأخضر. فابتسم وقال لى أن السيلاج هو نوع من أنواع العليقة المستحدثة التى تتمن تغذية المواشى من البقر والجاموس بها.

ويتم تصنيع السيلاج، على حد قول خالى، عن طريق وضع الأعلاف الخضراء فى مكان مغلق وإضافة كمية من الأمونيا أو العسل الأسود المتخمر إليها. ثم تترك لمدد طويلة. وفى أثناء هذه المدة، تتم عملية تخمر لا هوائى لتلك الأعلاف الخضراء فتصبح سهلة الهضم للحيوانات. ومن مميزات السيلاج أيضاً ان عملية التخمر اللا هوائى هذه تساعد على حفظه وأيضاً ترفع من قيمته الغذائية بالإضافة إلى سهولة هضمه وسرعة امتصاصه من المواشى التى تتغذى عليه.

ويمكن عمل السيلاج عن طريق لف الأعلاف الخضراء بالبلاستيك بشكل دائرى فتصبح على شكل كورة كبيرة ثم تغلق من فوق. كما يمكن عمل خفر فى الأرض والأعلاف الخضراء النباتية بها ثم إضافة ماده لمساعدة بدء عملية التخمر ثتغطى هذه الحفر عند امتلائها وتترك للموسم القادم حتى تكون عملية التخمر قد اكتملت وعند ذلك تفتح الحفر مرة أخرى ويستخرج السيلاج الجاهز للاستعمال وتقوم تغذية المواشى عليه.

والمواشى، أى الجاموس والأبقار، تحتاج إلى كميات هائلة من الغذاء اليومى لملء بطونها الكبيرة فهى تمتلك أكثر من معدة وليست معدة واحدة كما هو الحال فى الإنسان. وتجتر هذه الحيوانات الطعام من معدتها فتعيده من المعدة إلى الفم وتأخذ فى مضغه مرة أخرى. فهى تأكل ما هو أمامها فيدخل إلى معدتها ثم تأخذ فى مضغة على مهلها فيما بعد، وهذا هو سبب ظاهرة الاجترار عند المواشى.

وتحتاج المواشى إلى كميات هائلة من الغذاء، ويتم ملء بطونها باستخدام العلف فى صورة التبن (قش القمح) أو قش الأرز لملء بطونها. كما تقدم العليقة بكميات أقل بكثير للمواشى، وهى تعتبر المواد الغذائية ذات القيمة الغذائية العالية، وتقمد لهم فى العشاء أو أثناء الحلب بالنسبة للمواشى التى تدر اللبن. والعليقة بالنسبة للمواى هى بمثابة اللحم للإنسان، فهى الغذاء المفضل لهم ويتم تصنيعها بعنياة عن طريق خليط من المواد الغذائية عالية القيمة الغذائية. وكانت هذه ضمن معلومات أخبرنى بها خالى فى زيارة سابقة له.

لمعرفة المزيد عن السيلاج، يمكن الاطلاع على نشرة وزارة الزراعة المصرية عن كيفية تصنيع السيلاج.

الخميس، 17 أبريل 2008

اليهودى التائه

كان عندى هذا النبات ولم أكن أعرف اسمه حتى سألت على منتدى زراعة نت فتوصلت إلى أن اسمه العلمى Tradescantia pallida ويطلق عليه اسم اليهودى التائه! غير أنى اكتشفت بعد ذلك بعد البحث والتقصى على الإنترنت أن ثمه عدة نباتات تتشارك معه فى نفس هذا الاسم، أى اسم اليهودى التائه Wandering Jew. أما عن اسمه الدارج بالإنجليزية فهو Purple heart نسبة إلى لونه الإرجوانى الجميل.

وتتميز أوراق هذا النبات بملمسها الذى يشبه ملمس القطيفة ويبلغ طول ساق النبات حوالى 30 سم. ولها زهور ذات لون بمبى جميل ونهايات طرفية صفراء بديعه، سبحن الله.

العجيب أننى لاحظت أن زهور هذا النبات لها خاصية عجيبة، فهى تفتح تغلق ثم تفتح وتغلق مع الوقت. وهى لا تفعل ذلك تبعاً لحركة الشمس أو لوجود الضوع أو عدمه، فقد وجدت فى مرة أحد الزهور مفتوحة وأخرى مغلقة، وفى مرة أخرى تبادلا حاليهما فتفتحت التى كانت مغلقة فى حين الأخرى التى كانت مفتوحة أغلقت على نفسها.

فى البداية عندما رأيت الزهرة وهى مغلقة بعد أن كانت قد تفتحت، ظننت أن الطير قد أكلها، ولكنى فوجئت فيما بعد بأنها تفتحت مرة أخرى. سبحن الله فعلاً. وتمكنت من تصوير الزهرة اليوم فى حالة بينية بين التفتح الكامل والإغلاق.

تحديث
وفى الأردن يطلقون على هذا النبات اسم المكحلة.

الاثنين، 14 أبريل 2008

توشكى

بعد الارتفاع العالمى الملحوظ فى أسعار الأغذية والمحاصيل، يبدو أن الأنظار بدأت فى الاتجاه مرة ثانية إلى توشكى باهتمام متزايد. فبعد أن قام الأمير الوليد بن طلال بزراعة جزء من المساحة التى يقوم بالاستثمار بها فى توشكى، نرى الآن شركة سعودية أخرى عملاقة وهى مجموعة الراجحى تعتزم البدء فى تفعيل استثماراتها على مساحة 100 ألف فدان فى توشكى وهى مساحة كبيرة للغاية.

توضح هذه الصورة المياه المتجهة لرى الأراضى بتوشكى قبل أن تنقصم إلى قنوات فرعية.

هذه الصورة توضح زراعة البرسيم الحجازى فى توشكى باستخدام الرى المحورى، وهو أحد أنواع الرى بالرش، فى الأراضى التابعة للأمير الوليد بن طلال.

الأربعاء، 9 أبريل 2008

زراعة النجيل

تعجبت فى البداية عندما أخبرنى أحد الشباب أنه يقوم بزراعة النجيل فى أرضه الموجودة فى وادى النطرون وهى أرض صغيرة تبلغ مساحتها بضعة أفدنة فقط. قلت فى نفسى أنه من الأجدى أن يقوم بزراعة الأشجار والمحاصيل المفيدة بدلاً من أن يضيع مياه الآبار فى وادى النطرون على زراعة النجيلة التى يقومون بزراعتها بجوار الفلل وتعتبر نوع من أنواع الرفاهية. رغم اندهاشى لذلك لم أعلق على كلامه فى البداية.

فيما بعد، علمت منه أنه يزرع النجيل كمشروع تجارى وليس لمتعته الشخصية أو للزينة وأخبرنى أن زراعة النجيلة موضوع مربح للغاية وأخبرنى أن القرى السياحية تقوم بشراء تلك النجيلة. ولم يمر إلا بضع أسابيع وعلمت بالفعل سعر النجيل وأنه يباع بالمتر المربع ورأيت بالفعل أحد التجار يطلب شراء 1000 متر مربع من النجيل على أن يقوم البائع بتوصيله إليه فى الإسكندرية.

وعندما سألت عن ثمن النجيل، علمت أن له أنواع مختلفة وأن السعر يمكن أن يتراوح ما بين 5 و6 جنيهات للمتر المربع من النجيل. ونعلم أن الفدان مساحته 4200 متر مربع، ويمكن قص النجيلة وبيعها مرتان فى العام.

وبالطبع زراعة النجيل فى الأراضى الجديدة يتم عن طريق الرى بالرش وليس الرى بالتنقيط.

الأربعاء، 2 أبريل 2008

معرض عالم الزراعة فى مدينة السادات

قمت اليوم بزيارة معرض عالم الزراعة فى مدينة السادات وكان اليوم الرابع والأخير فى المعرض الذى أقيم فى مدخل مدينة السادات على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى.

وقد لفت انتباهى وجود النخيلى كأحد العارضين وهم ذو شهرة فى القاهرة فى مجال الدوائر الإلكترونية والكربية. وقد قاموا بعرض مختلف المعدات الكربية فى جناحهم بالمعرض والتى يمكن استخدامها فى شبكات الرى مع المضخات التى تقوم برفع المياه من الآبار الجوفية فى الأراضى المستصلحة فى شتى بقاع الصحراء المصرية. وما أعجبنى جداً هو وجود هذا التنوع من المعدات الكهربية المختلفة والتى قاموا بصناعتها جميعها بأنفسهم فى مصر.

ومن الأشياء التى أعجبتنى أيضاً وشدت انتباهى دليل الشركات الزراعى الذى تقوم بنشره شركة هايل. وهذا الدليل السنوى الضخم ينقسم إلى قسمين، قسم محلى يوجد به بيانات وأسماء الشركات العاملة فى المجال الزراعى داخل مصر، وهناك قسم آخر به أسماء المستوردين للنباتات والمحاصيل المختلفة فى الدول العربية والأجنبية. ورغم ارتفاع سعر هذا الدليل الضخم الذى يبلغ 120 جنيه مصرى، إلا أنه يعتبر بمثابة كنز لأى مصدر للمحاصيل الزراعية إلى اسوق الخارجية. وربما كان هذا الدليل هو أشد ما أعجبنى فى هذا المعرض الصغير.

وكان هناك أيضاً بعض الشركات التى تعرض خراطيم الرى بالتنقيط وشبكات الرى بالتنقيط وكان من ضمنها شركة تعرض نوع من أنواع هذه الشبكات تم استيراده من أمريكا، ولكن ما أعجبنى بالفعل هى شركة أخرى كانت تعرض خراطيم الرى بالتنقيط التى تقوم بتصنيعها فى مصر فى مصانعها بالعاشر من رمضان. شئ جميل أن نقوم بالصناعة فى مصر ونستخدم ما تم تصنيعه ليلائم بيئتنا المحلية.

أما باقى الشركات، فكان معضمها يبيع أنواع متخلفة من الأسمدة بعضها مستوردة من دول عدة من ضمنها تركيا، وشركات تعرض البذور والشتلات ومن ضمن الشركات أيضاً كانت شركة مصرية أعجبت بها كانت تعرض منتجاتها من الكومبوست الذى تم تصنيعه من المخلفات النباتية أو العضوية أو بهما معاً وتقوم بتسويق كل نوع من هذا الأنواع على حدى ليناسب أنواع معينة من الزراعات.