الخميس، 15 أبريل 2010

طعم الحياة فى الواحات البحرية

قمت منذ أسبوعين بزيارة خاطفة إلى الواحات البحرية وهى عبارة عن واحة تقع جنوب غرب القاهرة وتبعد عنها بحوالى 360 كم.

قمت هناك بزيارة أسرة اختارت أن تترك الحياة المترفة فى المدينة لتذهب وتعيش فى جو نقى وسماء صافية وطعام وفير وصحى على أرض الواحات البحرية. الأسرة مكونة من أم أمريكية مسلمة وابنها وزوجته وحفيدها بالإضافة إلى باقى أولادها وأولادها جميعاً مصريون حيث أن أبوهم مصرى.


وكان أشد ما لفت انتباهى هناك وغمرنى منذ الوهلة الأولى وطيلة إقامتى هناك وترك انطباعاً لا يمحى فى وجدانى هو مذاق الطعام هناك. فقد كانت هذه السيدة الأمريكية المسلمة تقوم بتربية الدجاج وزراعة البرسيم الحجازى لتغذية الدجاج والفول لتناوله والكركاديه لشربه وزراعة أشياء أخرى عديدة من ضمنها زهرو دوار الشمس (عباد الشمس). فكان طعم بيض تلك الدجاج أكثر من رائع وطعم الفول المدمس بالطماطم خيالى وكذا طعم الدجاج الذى تقوم بتربيته على ارض الواحات الطيبة.


وقد تعلمت هى وأولادها من جيرانهم فى الواحات طرق الطهى المختلفة فكان مذاق الطعام غير عادى ناهيك عن الفوائد الصحية الناتجة عن أكل بيض أو دجاج يأكل من برسيم يتم زراعته أمام عينيك فى أرض نقية ومروية بماء غنى بالحديد والذى نتج عنه فوائد صحية غير مسبوقة للاسرة مما دفعهم للبقاء هناك فى الواحات البحرية والاستغناء عن أية أدوية وعقاقير لم تكن تجدى أصلاً فى شئ!

وقد قمت أثناء رحلتى القصيرة هناك بزيارة أحد المزارع العضوية (الأورجانيك) هناك وكانت على مساحة تبلغ حوالى 400 فدان. وتقوم تلك المزرعة بتصدير إنتاجها إلى فرنسا وصاحب المزرعة أصلاً من أهل الواحات ولكنه قد سافر إلى بلاد عديدة وعنده علم وخبرة ناهيك عن دماثة أخلاقة وحلو كلامه فقد استمتعت ملياً من الجلوس معه ومحاورته وأتمنى أن أقوم بزيارته مرة أخرى. بل أنه عرض على عندما حدثته عن الزراعة المستدامة عرض على تخصيص بضعة أفدنه لهذا الغرض ليقوم فيها خبراء الزراعة المستدامة بالتجريب كما يشاؤون. ولقد كان الهدف الأساسى من زيارتى تلك إلى الواحات البحرية هو الاطلاع بشكل مباشر على إمكانية إقامة زراعة طبيعية مستدامة هناك وتذوق طعم الحياة فى الواحات البحرية على الطبيعة.

والآن وقد رجعت من رحلتى القصيرة تلك فإنى أرى أنه بالفعل من الممكن عمل زراعة طبيعية مستدامة فى الواحات البحرية رغم البعد النسبى لها عن القاهرة حيث أن الماء متوفر بشكل وفير هناك والناس هناك طيبون والدار أمان. وسوف نحاول فى المرحلة المقبلة إن شاء الله البحث فى إمكانية استضافة خبراء الزراعة الطبيعية المستدامة من أستراليا بعد أن قاموا بعمل دورات تدريبية فى هذا النوع من الزراعة الطبيعية المستدامة فى الأردن منذ عدة سنوات. وقد قمت بالفعل بمخاطبتهم وأبدوا تحمساً شديداً لإعطاء تدريب (لمدة أسبوعين) فى هذا المجال فى مصر ولم يبقى سوى البحث عن مكان مناسب لعمل مثل تلك الدورة التدريبية. وبالطبع المكان يجب أن يكون يتم زراعته بشكل طبيعى أى دون استخدام أية مبيدات كيميائية أو أسمدية كيميائية مصنعة.

الزراعة ودروس مستفادة (بعد عامين)

مر الآن عامين على بدئى فى الكتابة فى كشكول الزراعة حيث أسجل فيه كل العمليات الزراعية التى أقوم بها من غرس للنباتات وزراعة للبذور بل والرى ومواعيده وكميته وأماكن الزراعة. وقد كان هذا الكشكول بمثابة وعاء للدروس المستفادة التى تعلمتها على مر هذان العامان. وقد قمت فى العام الماضى بكتابة الزراعة ودروس مستفادة (بعد عام) لكى أسجل خلاصة تجربتى والدروس المستفادة خلال العام الأول من كتابتى فى هذا الكشكول. أما وقد مر عام ثانى الآن وأنا مازلت أحتفظ بالكشكول وأسجل فيه كل عملياتى الزراعية فقد اكتسبت دروس إضافية خلال هذا العامل الثانى إليكم بعض منها:
  1. الملش له أهمية قصوى فى الزراعة. الملش هو تغطية سطح التربة بطبقة تحميها من آشعة الشمس المباشرة. وقد كنت فى البداية أقرأ عن الملش ولكننى لم أكن أهتم به، فقد ظننت فى البداية أن الملش ربما يكون ذا أهمية ولكن غير كبيرة مقارنة بباقى العناصر (مثل الضوء، الماء، التربة ... إلخ). ولكننى بالتجربة فوجئت بأن الملش له أهمية قصوى فى الزراعة فالنباتات تنمو بشكل أفضل بكثير فى حالة استخدام الملش. والملش يمكن أين يكون عبارة عن طبقة من القش أو أوراق الأشجار أو حتى نباتات خضراء تغطى سطح التربة العريان ويمكن أيضاً استخدام الكومبوست لعمل طبقة من الملش فوق سطح التربة. ومن أهم مميزات الملش أنه يساعد التربة على الاحتفاظ بالرطوبة مما يساعد بشكل كبير النباتات على النمو بشكل جيد. كما يحفظ الملش التربة من التحجر بفعل آشعة الشمس المباشرة ويحمى الكاشنات الدقيقة النافعة تحت سطح التربة فيحافظ عليها وبذا يستفيد النبات من وجودها. ومع مرور الوقت، يمكن للملش أن يتحلل فيغذى التربة أيضاً.
  2. تغيير وضع سيقان النباتات بشكل مفاجئ وبدون تقليم لها قد يسبب ضرراً كبيراً وبالذات فى حالة رفع السيقان إلى مستوى أعلى مما كانت عليه. فسيقان النباتات الموجودة بمستوى منخفض قد تعودت على هذا المستوى ويتحرك فيها الماء والغذاء بشكل منسجم مع ذلك المستوى، فإذا ما تم رفعها بشكل مفاجئ تسبب ذلك فى تساقط الأوراق لعدم وصول الغذاء الكافى لها. الحل هو ترك النبات على حالته وعدم تغيير وضع الأغصان أو القيام بعملية تقليم لتلك الأغصان فى حالة تغيير وضعها حتى يتمكن النبات من التأقلم مع الوضع الجديد وتنمو به أغصان جديدة تتمكن من سحب الماء والغذاء إليها فى المستويات الأعلى ارتفاعاً.
  3. الرى غير المنتظم والزائد عن ما تعود النبات عليه يتسبب بشكل فورى فى ظهور إصابات على النباتات وتعرض النبات للهجوم من الآفات بدون قدرة على مقاومتها.
  4. تقليب التربة أو قلبها رأساً على عقب يمكن أن يتسبب فى فقدها لخصوبتها. الأفضل ترك التربة كما هى بدون تقليب وفقط يتم تزويدها بالملش وزراعة النباتات التى تقوم جذورها باختراق التربة وتهويتها.

الثلاثاء، 6 أبريل 2010

حديقة الأورمان ومعرض عيد الربيع 2010

قمت بزيارة معرض عيد الربيع للعام الرابع على التوالى والذى يقام فى حديقة الأورمان بالجيزة (مصر) خلاف الفترة من 22 مارس إلى 21 إبريل من كل عام. وبينما قمت فى مرة سابقة بالاشتراك فى أحد المجلات الزراعية (مجلة شمس الزراعية) إلا أننى فى هذا العام قمت بشراء 53 كتاب زراعى من المعرض. فى الحقيقة هذه الكتب هى نشرات زراعية تصدرها الإدارة العامة للثقافة الزراعية التابعة لوزارة الزراعة المصرية. وكثير من هذه النشرات موجود بالفعل على الإنترنت ويمكن قراءته مجاناً من خلال مواقع عديدة (منها موقع أراضينا الموجود كجزء من موقع كنانة) ورغم ذلك استهوانى شراء النشرات لكى أقرأها على مهل وهى فى صورتها المطبوعة لأريح عيناى من شاشة الكمبيوتر خاصة وأن أصعارها زهيدة للغاية تتراوح ما بين جنيه مصرى واحد إلى 5 جنيهات للكتاب.