السبت، 1 أغسطس 2009

الزراعة الطبيعية

قبل ظهور الإنسان
خلق الله الأرض وخلق ما عليها من حياة فى صورها المختلفة من نبات وحيوان ثم جعل بها الإنسان بعد ذلك. وقد استدامت الحياة على الأرض فى صورها المختلفة من نبات وحيوان لأزمنة طويلة قبل أن يأتى الإنسان عليها، هكذا يقول لنا العلماء. وبرغم عدم وجود الإنسان على الأرض لزمن طويل، إلا أن النبات والحيوان تمكن من العيش والحياة بشكل مستمر وبنجاح لفترات طويلة.

الغابات
واليوم، مازالت هناك غابات شاسعة فى قارة إفريقيا وأمريكا اللاتينية وبعض دول شرق آسيا وغيرها من المناطق وتلك الغابات مازالت غابات طبيعية لم تمتد إلى الكثير منها يد الإنسان بعد لتعبث بها. وهذه الغابات الطبيعية تنمو بكفائة عالية على مدى أزمنة متتالية بدون أى تدخل من الإنسان. فالنباتات تنمو وتزدهر والحيوانات تأكل منها ولا تحتاج تلك النباتات إلى تسميد للأرض ولا تحتاج إلى حرث. وعند تأمل هذه الظاهرة الطبيعية والمعروفة للجميع، ربما يستغرب الشخص كيف تنموا تلك الغابات بشكل مستدام بدون تسميد وبدون حرث للأرض وبدون استخدام أى من تلك الطرق التى نستخدمها نحن الآن فى الزراعة؟

الزراعة الجائرة
الإجابة بكل بساطة هى أن الله خلق النبات بحيث يتمكن من العيش والتكاثر بدون تدخل من الإنسان طالما أن الإنسان لم يساهم فى أفساد المنظومة المتكاملة التى ينمو فيها النبات ويتكاثر. ولكن للأسف فإن الطريق التى استخدمها الإنسان فى الزراعة منذ أزمنة بعيدة تعتمد فى أغلبها على إفساد تلك المنظومة الطبيعية التى ينمو فيها النبات على حريته كما خلقه الله.

فعلى سبيل المثال، فإن عزق الأرض وحرثها بالفعل تنتج عنه بعض الفوائد الفورية للنبات الذى نزرعه مثل أطلاق المواد المغذية فى التربة وإمداد التربة بالأوكسوجين اللازم لتنفس الجذور مما يساعد على نمو النبات بشكل أسرع وأفضل. ولكن للأسف فإن نفس هذا العزيق للأرض، والذى لا يحدث فى الغابات الطبيعية، فإنه يهدر من قدرة الأرض على البقاء بشكل مسدام فى صحة جيدة فهو يعرض الكائنات الدقيقة الموجودة بها للهواء وتلفها ويهدر المواد المغذية الموجودة بها عن طريق إطلاقها دفعة واحدة. وهذا مجرد مثال واحد على أحد الممارسات المستخدمة والشائعة فى الزراعة التى مارسها الإنسان ليزرع الأرض وهو غير واعى بما تسببه من تلف للتربة وإفقاد لقدرة التربة على استدامة الخصوبة بها بدون تدخل من الإنسان.

ما هى الزراعة الطبيعية؟
الزراعة الطبيعية هى أحد أنواع الزراعة التى تعتمد على محاكاة الطبيعة وبالأخص الغابات الطبيعية عند القيام بعملية الزراعة. واستخدام طريقة الزراعة الطبيعية يعتمد على القواعد التالية:
  1. لا عزيق للأرض أو حرث لها
  2. لا استخدام للأسمدة الكيماوية
  3. لا استخدام للمبيدات الكيماوية
  4. عدم نزع الحشائش
وعند الزراعة بطريقة الزراعة الطبيعية لا نقوم بزراعة محصول واحد فى الحوض أو على خطوط، بل نقوم بزراعة مجموعة متكاملة من النباتات كما هو الحال فى الغابات الطبيعية تنمو جنباً إلى جنب ويساند بعضها البعض كما هو الحال فى الغابات الطبيعية تماماً. ويمكن تقسيم النباتات التى يتم زراعتها مع بعضها إلى 7 أقسام:
  1. الأشجار المرتفعة والمحبة والمتحملة للضوء والشمس الكثيفة.
  2. الأشجار الأقل طولاً والتى تتمكن من العيش فى بعض الظل.
  3. الشجيرات المنخفضة.
  4. العشبيات المعمرة.
  5. النباتات الزاحفة (بشكل أفقى).
  6. النباتات الجذرية (التى تؤكل جذورها مثل الجزر والبنجر).
  7. النباتات المتسلقة (بشكل رأسى).
ويتم زراعة أنواع مختلفة من تلك النباتات جنباً إلى جنب بحيث تتكامل فيما بينها وتتناغم فتحفظ بل تزيد من خصوبة الأرض التى تنمو بها وتعيش مع الكائنات الدقيقة الموجودة داخل التربة فى وئام وسلام ومعهما الحشرات النافعة أيضاً.

وكل ما عليك فعله هو أن تقوم بقطف الثمار وجنى ما تأكله وترك باقى النبات فى مكانه فتموت جذوره داخل التربة فتغذيها وتتحلل ساقه وأوراقه أعلى التربة فتقوم الكائنات الدقيقة بامتصاصها وتغذية التربة مرة أخرى أيضاً بدون حاجة إلى حرث للأرض أو إيذاء لها. وتتداخل النباتات مع بعضها فتعيش فى انسجام تام كما هو الحال فى الغابات الطبيعية بالضبط.

هناك تعليقان (2):

  1. وهل بقى شيء لم تطله يد الأنسان الجائرة.ممتعة
    هي المواضيع المطروحة في مدونتك أخي أشرف .كل التوفيق لك.تقبل تحياتي وتقديري لشخصك الكريم.

    جوري

    ردحذف
  2. ليست المشكلة بيد الإنسان الجائرة و إنما في معرفة الأنواع النباتية الملائمة لبيئته , هناك غابات مدارية و غابات استوائية يحوي كل منها على انواع مختلفة ابدعتها يد الخالق , لما لايكون في مناطقنا العربية غابات للنخيل , تلك الشجرة تستحق ان تمتد لتشمل كل الأراضي القاحلة و هي تحتمل هذه الظروف .

    وردة دمشقية

    ردحذف