قام الإعلامى أحمد يوسف باستضافتى فى برنامجه IT Show على قناة النيل الثقافية يوم السبت الماضى كى أحكى له عن تجربتى مع مدونة حلم المزرعة.
الاثنين، 22 أغسطس 2011
لقاء تلفزيونى عن مدونة حلم المزرعة
السبت، 18 يونيو 2011
8 وسائل لتقليل معدل رى النباتات المنزلية
أحب أن أشير إلى أننى نجحت فى الحصول على نباتات صحية وبعافية جيدة ومزدهرة وكنت أقوم بريها مرة واحدة فى الشهر! نعم، كنت أرويها مرة واحدة فقط كل شهر بل أحياناً تطول الفترة ما بين الرية والآخرى لأكثر من شهر! ولا اتحدث عن نباتات الصبار بل نباتات عادية جداً سواء زينة مثل البوتس أو بقوليات مثل الفول أو عطرية مثل الريحان.
كيف نجحت فى الوصول إلى هذا الرقم الذى يبدو قياسياً مقارنة بالرى يومياً أو كل ثلاثة أيام على الأكثر؟ الإجابة تكمن فى استخدام الطرق الثمانى التالية لتقليل الاحتياج إلى الرى:
1- استخدام تربة تحتفظ بالمياه
العامل الأول والأهم على الإطلاق هو التربة. قابلية التربة للاحتفاظ بالماء هى أهم خاصية تساهم فى تقليل الاحتياج إلى الرى. ولكى تكون التربة لها قدرة عالية على الاحتفاظ بالماء يمكن استخدام:
- تربة كاملة من الكومبوست جيد الصنع
- طبقة من الكومبوست على سطح التربة أو خليط من الكومبوست مع أنواع أخرى من التربة
- يمكن استخدام البيت موس وخلطة بالكومبوست (ولكن أفضل عدم استخدامه نظراً لأنه غريب على البيئة المصرية وهو أساساً منتج من الدول الباردة مثل أوروبا وأمريكا الشمالية).
- استخدام زراعة أورجانيك بدون استخدام أى كيماويات فى التسميد (أو فى مكافحة الآفات).
2- تغطية سطح التربة بالملش
تغطية سطح التربة بطبقة كثيفة من الملش تساعد على تقليل تبخر المياه الموجودة فى هذه التربة وبذا يقلل من احتياجها إلى الرى. يمكن تغطية سطح التربة بطبقة من أوراق الأشجار الصفراء الذابلة المتساقطة أو بطبقة من الكومبوست أو بقايا الأخشاب وأعواد الشجر الجافة.
3- تظليل النباتات بنباتات أخرى
فى حين أن استخدام تربة تحتفظ بالرطوبة يقلل من عملية الصرف المهدر للماء (إلى أسفل) فإن الحماية من آشعة الشمس والهواء (أى من العوامل الجوية الخارجية) يقلل من عملية البخر (إلى أعلى). ويكون ذلك عن طريق عدة طرق منها:
- استخدام الملش لتغطية سطح التربة.
- استخدام نباتات محبة للشمس تقوم بالتظليل على باقى النباتات والزراعة بكثافة عالية فتكون النباتات جنباً إلى جنب.
- زراعة بعض النباتات التى تقوم أوراقها بتكثيف نقاط الماء من الهواء أثناء الليل فتزيد من الرطوبة المحيطة بالنباتات كلها.
أى أن ذلك يكون عن طريق زراعة نباتات طويلة محبة للشمس ذات أوراق كثيفة تقوم بتظليل النباتات القصيرة الموجودة بجوارها وتقوم بحجب الشمس بشكل كامل أو شبه كالم عن التربة. فالتربة لا تحتاج إلى الشمس بل تحتاج إلى الماء والغذاء العضوى أما من يحتاج إلى الشمس فهى أوراق النباتات فقط.
4- تخزين مياه الرى أسفل التربة
وضع الحاوى الذى يحتوى عليه النبات داخل حاوى آخر أكبر منه حجماً بحيث يكون الحاوى الأول معلقاً لا تلمس قاعدته قاعدة الحاوى الثانى الأكبر من أسفل على أن يكون هناك ثقب أو مجموعة ثقوب فى أسفل الحاوى الأول تمكن مياه الرى الزائدة من التسرب من خلاله لتقع مباشرة بداخل الحاوى الثانى الكبير وتتخزن بداخله.
وميزة هذه الطريقة أن المياه المخزّنة داخل الحاوى الخارجى الأكبر تصنع نوع من الرطوبة أسفل التربة الموجودة بالحاوى الداخلى الأصغر (ولكن هذه الرطوبة غير ملامسة للتربة الموجودة داخل الحاوى الداخلى الأصغر). وهذه الرطوبة تتصاعد تدريجياً كلما جفت التربة الموجودى فى الحاوى الداخلى فتطول فترة تحمل النبات للعيش بدون رى. هذه الطريقة فعّالة للغاية وهى تساهم فى القدرة على المباعدة بشكل رهيب بين فترات الرى دون أن يتأثر النبات مطلقاً نظراً لوجود خزان مائى صغير دائم أسفل التربة يمدها بالرطوبة كلما جفت وتتصاعد تلك الرطوبة فى التربة بالخاصية الشعرية.
وهذا شرح تفصيلى أكثر:
قومى بإحضار قصرية الزرع التى تحتوى على التربة والنبات (وبها ثقوب من الأسفل لنزول مياه الصرف) وضعيها بداخل قصرية زرع أخرى فارغة (وغير مخرومة من الأسفل، أى لا تقوم بتسريب المياه). هذا كل ما تحتاجين فعله! منتهى السهولة.
عندما تقومين برى النبات (الموجود داخل القصرية الداخلية التى بها الثقوب من أسفل) سوف تتسرب المياه الزائدة عن الحاجة وتتساقط نقطة نقطة داخل القصرية الخارجية الفارغة من أسفل فتمكث بباطهنها المياه (حيث أن القصرية الخارجية غير مخرومة من أسفل). ومع مرور الأيام، سوف تتبخر تدريجياً هذه المياه المخزنة وتتصاعد إلى أسفل فتقوم بترطيب الجزء السفلى من التربة الموجودة بداخل القصرية الداخلية وذلك عن طريق النفاذ مرة أخرى (ولكن إلى أعلى هذه المرة) من الثقوب الموجودة فى قعر القصرية الداخلية. وسوف تقوم الجذور العميقة بامتصاص هذه المياه.
بالنسبة للماء الذيى يتم تخزينه فى أسفل القصرية الخارجية فهو لا يتعفّن حيث أن الترة لا تسقط فيه ولا تصل إليه الجذور بل يضل ماء خالى من التربة أو الجذور (ربما يصبح لونه داكن بعض الشئ فقط من أثر نزوله فى البداية ومروره على التربى الموجودة فى القصرية الداخلية).
5- القيام بالرى ليلاً
الرى ليلاً أو بعد غروب الشمس يعطى النبات فرصة كافية لامتصاص الماء من التربة ويعطى الماء فرصة كافية للتغلغل فى التربة طوال الليل قبل أن يطلع النهار. درجات الحرارة المنخفضة ليلاً تساهم فى الحفاظ على المياه مدة أطول وبقائه فى التربة فى حين أن الرى أثناء الظهيرة بخلاف أنه يضر النبات فإنه يجعل الماء يتبخر بشكل سريع من شدة حرارة ضوء الشمس أثناء فترة الظهيرة.
وبرغم أن رى النباتات فى الصباح الباكر غير ضار للنباتات إلا أنه يعرض الماء أيضاً للبخر عندما يأتى وقت الظهيرة الذى يتبع فترة الصباح، فى حين أن الرى ليلاً يعطى فرصة كافية للماء أن يتغلغل فى التربة دون أن يتبخر منه شئ يذكر وتطول فترة مكوثه وسريانه فى التربة حتى يأتى وقت الظهيرة بحرارته الشديدة والتى تكون عندها فى هذه الحالة المياه قد اختبأت داخل التربة بل وصعد بعضها إلى النباتات من خلال الجذور والأوراق.
6- تدريب النبات على الرى على فترات متباعدة
النبات إذا تعود على الرى المكثف يصبح مدمناً للماء لا يستغنى عنه ولا عن الرى الغزير على فترات متقاربة. أما إذا قمت بتعويد النبات تدريجياً على الرى على فترات متباعدة فإنه يقوم بالتكيف مع ذلك وتقل احتياجاته المائية دون حدوث تأثير سلبى أو ضرر على النبات.
7- ترطيب التربة قبل الرى
ومن طرق ترشيد استهلاك مياه الرى أيضاً القيام بالرى بشكل تدريجى بدلاً من إلقاء الماء كلة على دفعة واحدة مفاجئة. ويتم ذلك عن طريق نثر بعض رذاذ الماء على التربة العطشانة أو على أوراق النباتات والتى تتساقط بدورها على التربة العطشة ويتم ترك النباتات لبضعة دقائق. ثم يتم نثر المياه مرة أخرى رشة تلو الأخرى بنفس الطريقة على الأوراق فتظل تتساقط قطرات المياه مرة أخرى على التربة. يتم ترك النباتات لبضعة دقائق مرة ثانية. وأخيراً يتم تكرار تلك العملية ولكن بكثافة أعلى ويتم رى النباتات بباقى الكمية المتبقية من المياه ليس بالضرورة بالرش اليسير ولكن بالسكب هذه المرة حتى يتم إلقاء كامل الكمية من ماء الرى المحددة فى التربة.
هذه الطريقة تساعد على ترطيب سطح التربة أولاً مما يجعل التربة تستقبل المياه بشكل أفضل وترتفع قدرتها على امتصاص المياه والاحتفاظ بها بعكس سكب الكمية الكاملة من المياه مرة واحدة على التربة العطشى والذى يتسبب فى تسرب كمية أكبر من المياه من خلال التربة دون أن تمتصها التربة أو أن تحتفظ بها فتقل بذلك قدرة التربة على امتصاص المياه والحتفاظ بها.
8- تجنب حفر التربة
إن الصفات الميكانيكية للتربة وتماسك التربة فى نسيج متجانس ووجود الكائنات الدقيقة النافعة داخل التربة تنعم فيها بحياة مستقرة ومتوازنة يؤدى كل ذلك إلى تناغم وتناسق وتوازن يفيد النبات ويجعل جذور النبات تحيا حياة جميلة ومتوازنة ونافعة داخل التربة.
ولكننا عندما نقوم بعزيق التربة وتقليبها والحفر بداخلها لأى سبب من الأسباب فإن هذا التوازن والتناسق والنسيج الحى يفقد توازنه وانسجامه ويقع فى خلل عميق ويمر بأزمة وصدمة عنيفة مباغتة تأخذ منه بعضاً من الوقت كى يستعيد بعدها توازنه الحيوى مرة آخرى. وفى أثناء تلك الفترة تقل قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء وتقل قدرة الجذور على الانتفاع بالماء والغذاء الموجودين فى التربة بسبب التغيير المفاجئ والسلبى فى خصائص التربة وترهل نسيجها الحيوى والتدهور الذى أصاب الكائنات الدقيقة النافعة التى كانت تعيش فيها بسلام قبل عمل صدمها لها عن طريق عزيق التربة والتى كانت جذور النباتات تستفيد من وجودها قبل إحداث تلك الصدمة المفاجئة.
ولذلك، فإن ترك التربة بدون عزيق وبدون إثارتها بالحفر يترك تلك الكائنات الدقيقة فى انسجام وحياة ناعمة ويحافظ على النسيج الحيوى الداخلى للتربة وبذا يحافظ على قدرتها على الاحتفاظ بالماء وعلى قدرة الجذور على الانتفاء بالمواد الغذائية التى توفرها الكائنات الدقيقة بداخل التربة. ولذلك، فإن ترك التربة بدون غزيق يرفع جداً من قدرتها على الاحتفاظ بالماء ويقلل من احتياجها إلى الرى المتكرر ويجعلها تستهلك كمية أقل من ماء الرى.
Labels:
الرى
الجمعة، 15 أبريل 2011
الزراعة ودروس مستفادة (بعد ثلاثة أعوام)
وها هو العام الثالث يمر منذ أن بدأت أن أسجل فى كشكول الزراعة المواعيد التى أقوم بالزراعة فيها والتى أقوم بالرى فيها. وقد واظبت على الكتابة فى هذا الكشكول على مدار ثلاث سنوات متتالية بلا كلل ولا ملل كل مرة أقوم بسقاية النبات فيها وتاريخها ووقتها وفى أى برج من الأبراج كان القمر مستقراً أثناء تلك الرية. وبما أننى قمت بكتابة الزراعة ودروس متسفادة بعد عام وأيضاً الزراعة ودروس مستفادة بعد عامين فها أنا ذا ولله الحمد أقوم الآن بكتابة الزراعة ودروس مستفادة بعد ثلاثة أعوام من بدئى لتسجيل العمليات الزراعية التى أقوم بها فى كشكول الزراعة.
وهذه المرة أقوم بكتابة الدروس المستفادة على هيئة أفكار خاطئة كنت أعتقد فيها ثم تغيرت وتبدلت بعد ملاحظتى للنبات على مدى سنوات، ومن هذه الأفكار:
النباتات تحب الشمس ولكن بحدود
كنت أعتقد فى أن النبات يحتاج إلى الشمس وأنه كلما اشتدت حرارة الشمس كان ذلك أفضل للنبات طالما أنه ليس من نباتات الظل التى لا تحب آشعة الشمس القوية. واندهشت أشد الدهشة عندما كنت أشاهد بعض النباتات فى أثناء فصول الصيف الحارة وأثناء فترة الظهيرة شديدة الحرارة كنت أجد تلك النباتات وقد تهدلت أوراقها وتدلت وكأنها تستغيث من آشعة الشمس القوية المسلطة عليها. واندهشت لذلك أشد الاندهاش حيث أن فكرتى عن النباتات كما قرأت أنها تحب الشمس مهما بلغت آشعتها قوة (باستثناء نباتات الظل التى لا تتحمل آشعة الشمس الحارقة والآشعة المباشرة). ولكننى تلعمت بعد هذه الملاحظة أن النباتات بصفة عامة حتى وإن لم تكن من نباتات الظل فلديها قوة تحمل معينة لآشعة الشمس يصعب عليها أن تتحمل ما هو أكثر منها. وفهمت أن حتى النباتات التى تحتاج إلى آشعة الشمس وتحبها فهى تحب الحماية أيضاً من آشعة الشمس الحارقة وصبو إلى شئ من الظل مثلها مثل الإنسان الذى تفيده الشمس ولكنها تحرقه إن اشتد لهيب حرارتها ونير آشعتها الملتهبة.
ومن الطريق أن النبات كعادته يحاول التكيف والتأقلم مع محيطة وتكون له ردود فعل ملائمة للظروف المحيطة به حتى يتمكن من الاستمرار فى العيش. وقد بدا هذا جلياً فى أوراق الأشجار واستجابتها لآشعة الشمس الحارقة فهى تقوم بالانثناء والانحناء والتدلى عندما تقسو الشمس بآشعتها الحارقة وفى هذه الحالة يكون الجزء المواجه للشمس من الورقة ضئيل للغاية بينما يكون الجزء المتدلى الغير مواجه للشمس كبير وبذا تتمكن الورقة من حماية نفسها من كمية آشعة الشمس الزائدة. بالإضافة إلى ذلك فإن الورقة عندما تتكرمش عندما تكون الشمس فى أوج سطوعها فإن ذلك أيضاً يقلل من المساحة السطحية للورقة المعرضة بشكل مباشر لآشعة الشمس. سبحن الله فى خلقة، فهذه أحد الاستجابات الطبيعية للنبات كى يتمكن من التكيف مع وجوده فى مكان به آشعة شمس حارقة وغياب الظل الكافى له.
مسارات الطاقة وإتجاه فروع النبات
هذه المعلومة قرأتها مرة بالإنجليزية فى أحد المدونات الشهيرة الخاصة بالزراعة الطبيعية المستدامة وهى أن النبات يقوم بمد سيقانه وأوراقه وتوزيعها بشكل يؤدى إلى توزيع مثالى لخطوط الطاقة. وخطوط الطاقة هذه أمر لا يندرج تحت العلوم الغربية التقليدية ولكنه ينتمى إلى العلوم الشرقية الآتية من بلاد مثل الصين والهند والتى من أشهر تطبيقاتها الطبية التى نعرفها الإبر الصينية والتى تعتمد على مسارات الطاقة فى الجسم البشرى.
ولم أكن أعرف بتلك المعلومة من قبل، فكنت لا أبالى إذا ما غيرت من وضعية النبات أو قمت بتحريك فروعه اللينة من مكانها وقمت بإعادة توزيعها وتغيير أماكنها والمسافات الموجودة بينها وبين بعض. ولكننى كنت ألاحظ أن النبات لا يكون فى أزهى صوره بعد أن أقوم بتحريك سيقانه ولخبطة ونعكشة نسقها الطبيعى التى اختارته لنفسها. وكنت بعد فترة ألاحظ أن النبات يعاود النمو والتفرع ويحاول مرة أخرى أن يقوم بتوزيع نفسه فى نسق متناسق ومتوازن ومسافات متآلفة فيبدوا فى مجموعه كوحدة واحدة منتاسقة متجانسة وسعيدة تضفى إحساس بالسكينة والهدوء والانسجام على من يراها ويمكث بجانبها.
وقد تعلمت من هذا الدرس أن لا أقوم بتغيير مواقع سيقان النبات حتى وإن كانت نباتات زاحفة أو متسقلة وأن أتركها لنمو فى الاتجاهات التى تريدها لنفسها. فإذا ما اضظررت إلى تحريك أماكن سيقان النبات فعلت ذلك فى أضيق الحدود وتركت للنبات فترة طويلة كى يقوم بإعادة توزيع نمواته الجديدة وتفريعاته بالشكل الذى يراه مناسباً والذى يجعل توزيع خطوط الطاقة ومسارات الطاقة داخل النبات فى أفضل شكل ممكن.
التكامل فى المعيشة بدلاً من التنافس على الغذاء
تربيت على فكرة أن النبات يحتاج إلى الغذاء والذى يستمده بدوره من التربة ولذا فإن تكدس النباتات بعضها بجوار بعض يخلق حالة من التنافس الرهيب على الموارد الغذاية الموجودة بالتربة ويؤدى إلى تدهور حالو النبات وعدم نموه بشكل عفى. وكنت لذلك أحرص أشد الحصر على عدم مزاحمة النباتات بعضها لبعض حتى لا تتنافس على الغذاء ويؤدى ذلك إلى ضعف نموها.
ورغم أن هذه الفكرة كانت مسيطرة علىّ إلا أننى لاحظت باندهاش النباتات تنمو وتترعرع بشكل عفى وبقوة أكبر وهى متكدسة ومتزاحمة عنها فى حالة خلو التربة إلا من نبات واحد أو نباتات على مسافات متباعدة! وقد اندهشت لتلك الملاحظة كثيراً ولم أتمكن من تفسيرها آنذاك ولكننى فهمت فيما بعد سبب ذلك الانتعاش الذى يحدث للنباتات إثر تواجدها متلاحمة مع بعضها البعض. السبب يكمن فى أن التربة عندما تكون معرضة لآشعة الشمس المباشرة ولا توجد بها نباتات تغطيها إلا على مسافات متباعدة فإن التربة لا تتمكن من الاحتفاظ بالرطوبة لوقت طويل وتموت بداخلها الكائنات النافعة والتى لا تتمكن من تحمل قيظ ولهيب آشعة الشمس السلطة على سطح التربة. أما فى حالة نمو النباتات جنباً إلى اجنب فينتج عن ذلك حماية سطح التربة من آشعة الشمس المباشرة مما يضاعف من قدرتها على الاحتفاظ بالماء والرطوبة مما يؤدى إلى نمو وانتعاش وتضاعف الكائنات الدقيقة النافعة بداخلها ويكون لذلك تأثيراً بالغ النفع على النباتات. كما أن نمو النباتات بجوار بعضها البعض يحميها من اشتداد آشعة الشمس. وبخلاف ذلك وذاك فإن النباتات إذا ما كانت نباتات صديقة فهى تزدهر وتزدهى عندما تجاور بعضها البعض فواحدة تمد التربة مثلاً بعنصر النايتروجين والآخرى تقوم باستهلاكه أو نبات يقوم بامتصاص آشعة الشمس القوية لاحتياجه لها والآخر يستظل بظله أو نبات تقوم جذوره العميقة بجلب العناصر الغذائية من أسفل التربة ونبات آخر تقوم جذوره الضحلة بالاستفادة من تلك العناصر. فى النهاية، فإن النباتات المتجاورة إذا كانت نباتات صديقة فهى تساند بعضها البعض وتهنأ مع بعضها بشرط أن لا يتم زراعة نباتات عدوة بجوار بعضها البعض (مثل البصل والفول مثلاً فهما لا ينسجمان مع بعضهم).
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)