سلمى مصطفى مهندسة اتصالات عملت لسنوات في مجال برمجة الكمبيوتر في أحد الشركات العالمية في مصر ولكن حبها للطبيعة وللحياة الطبيعية أخذها في طريق آخر. بدأت قصة سلمى مع الطبيعة عندما قامت بالانتقال مع أهلها من حي المعادي المليئ بالخضرة والأشجار والزرع إلى حي المهندسين المزدحم نسبيا والذي تقل فيه نسبة اللون الآخضر بشكل ملحوظ عن حي المعادي. كان ذلك في طفولة سلمى عندما كانت في السادسة من عمرها، وقد ترك ذلك أثرا عميقا فى نفسها فقد كانت تحن دوما إلى حي المعادي الذي كانت تسكن فيه مع أهلها بخضرته وأشجاره وجوة الجميل.
وبعد انقضاء أعوام الدراسة المدرسية ثم الجامعية فيما بعد وتخرج سلمى من كلية الهندسة ثم عملها في مجال برمجة الكمبيوتر لسنوات، شعرت أن تلك ليست هي الحياة التي تبتغيها لنفسها وطاقت نفسها للخلاص من هذا العناء. فتركت سلمى عملها في الشركة العالمية التي كانت تعمل بها بالقاهرة وأخذت تطرق أبوابا عديده كان من بينها مجال العمل الحقوقي ومجالات أخرى متعددة لم تجد سلمى نفسها فيها بعدما خاضت التجربة. ولم يبقى لسلمى سوى اختيار واحد كانت قد فكرت فيه عند استقالتها من عملها كمهندسة وهو مجال الزراعة. وبالفعل، قامت سلمى بأخذ خطوة جريئة والتحقك بكلية الزراعة في التعليم المفتوح وانتظمت في دراستها عسى أن تجد في الزراعة مبتغاها.
وكانت سلمى تقوم بالتطوع كلما سنحت لها الفرصة فى العمل بيدها في كلية الزراعة حتى تكتسب الخبرة ولأنها أحبت هذا المجال، وقد تعرفت سلمى بعد عام من دراستها بالمصادفة على كيان اسمه نوايا وعلمت أنهم يقومون بتنظيم تدريب متخصص في مجال ينتمي إلى الزراعة النظيفة اسمه البيرماكلتشر. ولم تكن سلمى قد سمعت عن ذلك المجال من قبل ولكنها تحمست للفكرة وقامت بالفعل بالتسجيل في تلك الدورة التدريبية وحضرت المعسكر التدريبي والذى كانت مدته اسبوعين وكان يقوم بالتدريب فيه مدربين أجنبيين وكان مكان التدريب بالقرب من دهشور في محافظة الجيزة. وقد أسعدني الحظ والتقيت بسلمى أثناء تلك الدورة التدريبية حيث كنت أنا أيضا أقوم بحضورها.
وقد سعدت سلمى جدا من تلك الدورة التدريبية وبدأت تهتم بمجال الزراعة النظيفة والزراعة العضوية واستمرت في دراستها في كلية الزراعة بنظام التعليم المفتوح. وبدأ حلم المزرعة يراود سلمى ولكن زملائها في العمل كانوا دائما يقومون بتحذيرها من المخاطر والجدوى الاقتصادية من مثل ذلك المشروع. وبدأت سلمى في دراسة الموضوع من الناحية الاقتصادية ثم وجدت ضالتها في صديقة لها عندها نفس الحلم وتعمل في مجال اقتصادي وبالفعل عزما على شراء أرض زراعية وعمل مشروع زراعي بها، وقامتا بالبحث عن أرض زراعية في أماكن متعددة، ولكن سلمى بعد بحث رأت أن تقوم بالعمل في مزارع في البداية حتى تكتسب الخبرة اللازمة في البداية.
وبالفعل تنقلت سلمى بين العديد من المزارع في الواحات البحيرة وفي طريق أسيوط الغربي وفي وادى النطرون وصولا إلى نويبع. بعد تجربة دامت 4 سنوات خلصت فيها سلمى إلى التالي: الأراضي الزراعية القريبة من القاهرة باهظة الثمن، العمل في المزارع الغير عضوية والتي تستخدم الكيماويات لا يستهويها ومرهق، والعيش في أماكن بعيدة مثل نويبع جميل وممتع وفيه هدوء وسكينة وتناغم مع الطبيعة ولكنه يحتاج إلى صحبة فالإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده. ورجعت سلمى بعد رحتلها الطويلة تلك إلى القاهرة ورجعت مرة أخرى إلى عملها في الشركة العالمية التي كانت تعمل بها مهندسة.
وترى سلمى الآن أن الحل هو محاولة أعادة النظر إلى القاهرة ورؤية كيف يمكننا زيادة المساحات الخضراء بها وجعلها مكانا أكثر طبيعية. ولم تتخلى سلمى بعد عن حلم المزرعة الذي مازال يراودها فهي مازلت تدرس في كلية الزراعة بنظام التعليم المفتوح وتأمل في يوم ما أن تجد عدد كافي من الناس مهتم بإنشاء مجتمع نظيف في مكان ما في مصر يكون مجتمعا زراعيا يمارس الزراعة الطبيعية النظيفة ويعيش هناك في مجتمع متكامل وطبيعي ونظيف.
وترى سلمى الآن أن الحل هو محاولة أعادة النظر إلى القاهرة ورؤية كيف يمكننا زيادة المساحات الخضراء بها وجعلها مكانا أكثر طبيعية. ولم تتخلى سلمى بعد عن حلم المزرعة الذي مازال يراودها فهي مازلت تدرس في كلية الزراعة بنظام التعليم المفتوح وتأمل في يوم ما أن تجد عدد كافي من الناس مهتم بإنشاء مجتمع نظيف في مكان ما في مصر يكون مجتمعا زراعيا يمارس الزراعة الطبيعية النظيفة ويعيش هناك في مجتمع متكامل وطبيعي ونظيف.